لفت المدير العام لوزارة الإعلام، ​حسان فلحة​، الى أنه "غالبا ما تعيش المجتمعات المتمدنة والمتحضرة انفصاما حادا في كينونة وجودها و تناقضا بينًا، بين ما تؤمن به و بين ما تعمل عليه، فتُغْرِقُ دساتير حكمها ومدونات سلوكها بمداد المسافة المترامية بينها وبين تاريخها في حقوق الانسان وعظمة الفرد وحريات الرأي والتعبير وعدم التمييز على اساس الدين والجنس واللون".

وأضاف فلحة، أن "الأسود لدى هذه المجتمعات يخاله الواحد احيانا من كثرة الافراط التوكيدي والامعان الإصراري، اكثر بياضا من لون بشرتها وانصع من شعاراتها. وهي لا تتوانى بلا مواربة من اسقاط انظمتها الغارقة بالمنمقات المثالية على مدارك حكم الاخرين وسياساتهم بفوقية متعالية، وامعان بأشد التفاصيل التى تعيب الركون غالبا الى القيم والعادات والتقاليد المتاحة او المتوارثة".

وأشار الى أنها "لا تبغي من وراء ذلك حكما رشيدا شفافا او انظمة عادلة بقدر ما تسعى الى التبعية في الاداء والطاعة في الولاء وتنميط المسارات المتكررة المتشابهة من فوق، و المغايرة حد الغرابة من تحت، وطبعا لن نسقط ولا يستطيع احد اسقاط الحالات الرثة والبالية ولا تغييبها في مقادير الحكم في دول العالم الثالث".

واعتبر فلحة، أن "المعايير المتأرجحة والمزدوجة ازاء القضايا المتشابهة تستهوي الامم المتقلبة والقلقة على الدوام والتى تعاني من فوبيا الاضطراب المجتمعي والانفصام المعاييري في المثالية المطلقة، ذات غب الطلب واشكالية الممارسة السلبية التى تنقشع عندها محنة الأخلاق في الاعتقاد الايجابي عندما يختلي الفكر البشري بالمقارنة بين ما يؤمن به الغرب وبين ما يفعله".

وأوضح أنها "هذه الإرتدادات قد تكون طبيعية لنتائج حربيين عالميتين، الاكثر دموية في تاريخ الانسانية وسجلاتها منذ العصر الحجري الى العصر النووي، وبالتحديد على اراضي القارة الاوروبية التى ابهرها التوغل في النزعة الفلسفية نحو اعلاء حقوق الانسان والفرد ورفاهية المجتمع لتقاس معاييرها بادق المقاييس و اوزانها توزن باخف الاوزان".

وأشار الى أن "هذه الدول ذاتها تغرق البشرية بأعتى ادوات القتل وافتك وسائل الموت، وعنيت بذلك صناعة السلاح وتجارته التى تحتكرها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن".

ولفت الى أن "الحرب الروسية الاوكرانية كشفت النزعة المميتة في الغرب نحو العنف الغارق في القتل، يفوق النزعة العدوانية التى تنسب الى الشرق حيث ان المجتمعات الغربية والشرقية التى توهمت العيش في كنف رفاهية السلم والامن الدوليين تجد ذاتها في مجتمع وهمي هو المجتمع الدولي او مركز التجارة العالمي للسلاح".